:

مسارات

top-news


محفوظ عابدين
المساعدات الإنسانية..(الحقيقة) الغائبة!!

في ظل الحروب وتفاقم الوضع الامني في أي  منطقة (ترتفع) فيها اصوات  الرصاص والذخيرة،(تنخفض) فيها تلقائيا نسبة (الامان) وتكاد تنعدم فيها الممارسات (المعتادة) يوميا  في السلم و(تصاب) فيها حركة السلع بيعا وشراء ب(الشلل) التام.
ويكاد عدد المواطنين الذين يعيشون في وسط هذه الحرب وتقل عندهم فرص الحصول على قوت يومهم يكادوا يصبحون في عداد (الموتى) أو (المفقودين) اذا استمرت الحرب (طويلا)،وهكذا الحال في الحروب.
ولكن يبدو ان الحروب أصبحت في هذا العالم (خشم بيوت) كما هي (القبائل) عند اهل السودان (خشوم بيوت).
فالحرب الروسية الأوكرانية التي قاربت من العامين أو يزيد ، وهي حرب تكاد في درجة الاسلحة المتقدمة متقاربة بين الطرفين، وإن لم تكن فإن حلفاء اوكرانيا قد زودها بما يقاربها من القوة الروسية ان لم تكن تعادلها.
لكننا لم نسمع الامم المتحدة ولا المنظمات الدولية تصرخ ويرتفع صوتها من اجل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب( الاوكراني) أو (الروسي) المتضرر من الحرب ،ولم تقدم الامم المتحدة ارقاما فلكية كالتي تقدمها عن (الحروب) الافريقية. او في (حرب) السودان الاخيرة بان عدد النازحين بلغ الملايين وإن عدد اللاجئين في دول الجوار بلغ الملايين وإن عدد الجوعي والمتأثرين  بنقص الغذاء  يلامس ال(75% ) من السكان ،وهكذا يستمر( الطرق)على الاوضاع الإنسانية في الحروب الافريقية وحرب السودان نموذجا في هذا الاتجاه ،ويتبادل مسؤولوا الامم المتحدة التصريحات واحدا خلف الاخر تذكيرا بالاوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها أهل تلك البلد  من جراء هذه الحرب ،ومن خلفهم آلية إعلامية تذكر بهذه الاوضاع الإنسانية في كل (نشرة) أخبار أي على مدار الساعة ،وكلما ذكروا (خبرا ) جعلوا خلفيته الاوضاع الانسانية.
في حرب روسيا اوكرانيا تقاسمت اوروبا(لاجيء) اوكرانيا من بولندا ورومانيا وحتى إسبانيا في المحيط الأطلسي، وقدمت لهم السكن لكل اسرة والعمل وبعدها المصاريف وكأن هؤلاء اللاجئين هم في رحلة(سياحية)  مدفوع(  الأجر) كاملة من امريكا والاتحاد الاوربي ،وقد تكون هذه هي  حقيقة الأمر لان  اوكرانيا (باعت) نفسها و(أمنها) و(دمرت) بلادها و(جهجهت) سكانها من من اجل( أمن) أوربا وامريكا،وهي تقود (حربا) من داخل اراضيها المجاورة لعدو أوروبا وامريكا وهي روسيا.
أما في الحالة( الافريقية) أو (السودانية) الماثلة فإن المساعدات الإنسانية التي  من اجلها  (تصرخ) الامم المتحدة واوروبا وامريكا ليست من اجل المواطن الافريقي المغلوب على امره.
فالمساعدات  الإنسانية هي في الإصل لصالح تلك المنظمات الدولية نفسها وليس لصالح المواطن( المنكوب) فتلك( المنظمات) تجمع ( المال) بإسم هؤلاء المساكين وتقدم لهم منه فقط( 20%) أو اقل من ذلك والباقي لصالحها.
وعندما يرتفع  صوت المساعدات الإنسانية ليس بسبب (الجوع) أو (الموت)  أو بسبب إنقاذ ما يمكن انقاذه، ولكن ترتفع عند ما يرجح (ميزان) القوة في غير صالح الذين يصرخون من اجل توصيل المساعدات (الإنسانية)،ولكن في حقيقة الأمر هم يصرخون من اجل توصيل المساعدات (اللوجستية) عبر المساعدات الإنسانية لوكلائهم في هذه الحرب.
 وبالتالي فان حقيقة المساعدات الإنسانية والتي تطلقها الامم المتحدة والمنظمات الدولية ماهي الا (حيلة) لتوصيل الدعم اللوجستي لصالح طرفهم في إي حرب.
ويشكل  (شريان الحياة) وهي مساعدات انسانية كانت تراعها الامم المتحدة لتوصيل الغذاء للمحتاجين في السودان من قبل ،ما كانت هي  إلا (خديعة) كبرى ،نفذتها الدول الراعية لحرب  جنوب السودان في ذلك الوقت دون مراقبة الحكومة السودانية  وذلك لتوصيل السلاح الى المتمردين في مناطق وجودهم عبر المساعدات الإنسانية.
فكلما  (زاد) الصريخ من الدول الكبرى والأمم المتحدة وآليتهم الاعلامية عن( توصيل) المساعدات الإنسانية، فاعلم ان الوضع ليس في صالح القوى (الباغية) ،وهذه هي حقيقة المساعدات الإنسانية.

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *